أوَّلُ لَيَالِيْ مَعَ عَرُوْسِ جَنَّتِيْ

7:12 AM Unknown 0 Comments

إمام تقي الدين

يوم زواجي, يوم تاريخي في حياتي. فى الحقيقة ذلك الوقت أصبحتُ أسعد مخلوقٍ. لكنّني شعُرتُ بالحزْن بدلا من الزرقاء.
كيف لا, فى هذا اليوم التاريخي ما احد من اقربائ الذين رافِقُونِي الى مسكن العروس, ولا سيما امّي.
ما زلتُ تذكّرتُ قولَ الأم بعد الايام, " سوفَ تتزوّجُ بتلك حزمة من كيس أسود....؟!؟" سبحان الله......، حزِن قلبِي حينما سمعتُ هذا القول. لماذا لقبتِ الامُّ زوجتِي تسمى بحزمة من كيس أسود.
"ربّم هي ذهبتْ الى الكاهن لكى تحبَّها يا قهّار؟ " نعم فى هذه القصة اسمي عبد القهّار." في الحقيقة أَتحبُّ امرأةً مثل هذه السوداء ؟ وهي سمينة ووجهها غير جذاب تمام ومشوهة. وأكبرمنك سنا!" قالت الأمّ مرة أخرى.
"تَكفِى يا أمّي! تكفى! من فضلك لاتسخرِيْها بِبئس السُّخرية. إنها مخلوقة الله ، وما إذا كان الخالق غاضبا اليكِ يا امّي...؟" فى هذه المرة اضطريتُ نفسي لأردَّ قولَ الأمّ بعاطفة قليلة. ويبدوأن الأمّ تسيئ بعد سمعتْ قوليْ.
"آه.... يبدوأنّك قد اخترتَ تلك المرأة بدلا عن عائلتك. طيّب يا قهّار, تزوّجْ كنتَ! لكن لا ترجُو احد منّا سيحضر في مكانك ذلك الوقت ، وارجو أن لا تحضرَها في هذا البيت أبدا!"
****
"يا قهّار.... لا تأمّل مستمرّا! سيجئ الأمير في وقت قليل ،"افقنِي اسماعيلُ (صاحبي) فجأة من تأمّلي. وعلى الفوراستغفرتُ الله " اَسْتَغْفِرُاللهَ العَظِيْم".
"الحمْد لِله قدْ وصل الأمير. استعِدْ يا اخي!"شجّعنِي إسماعيلُ مرة أخرى. "قبِلْتُ نِكاحَ صالحة بنت محمود (المرحوم) بِمَهْرِ ادوات الصلاة حالا" الحمْد ِلله لفظتُ عقدَ النكاح بطلاقة.
"الحمْد ِلله الذى قد وَهبنِي نصفَ الدين. يسِّرْليْ يَا رَب للوصول إلى الآخرين".
****
فى غرفة بسيطة جدا. اسكتُ على السرير فترة طويلة. أشاهدُ زوجتي التى تقعدُ في إيقاف. وبعد ان تصامتْنَا طويلا ، أخيرا بقراءة البسملة أشجّع نفسي لنِدائِها.
" السّلا م عليكم يا حبيبتِيْ, متى ستسْمعيْنَ حفظَ القرآن الذى تُريديْنَهُ منِّي ؟" سألْتُها ورأيتُ وجهَها الذي كان مخبأً في الصمت. قبل الزّواج طلبتْ منّي زوجتِي فى أوّل ليلة حتّى عشرة بالنسبة لي لقراءة جزءا من حفظ القرآن كل ليلة. وقد وَافقْتُ ماطلبتْهُ.
"بعدين فى مُنْتصفِ الليل ،" فأجَابتْ زوجتِي. اختبأتْ وجهُهاعميقا الذى ملفوف بالحجاب الأبيض. عندما رفعتُ ذقنَها ، يبدوانّها تريدُ ان ترفضَ. ولكن عندما اعطيتُ إشارة أنّنِي زوجُها ، ولديَّ حق عليها ، فاسْتسْلمَتْ.
الآن كنتُ مخدرًا لفترة طويلة. وصحيح ما قالتْه أمّي.. انّ وجهَ زوجتِي 'ليس جذابا'. ظهرتْ هذه الفكرة فجأةً.. ثم طردتُها على الفور . رأتْ زوجتِي عينِي لا صقا بعينها المزجّجة.
"زوجيْ ، لقد قلتُ من بداية تعارفنا ، أنّ جسدِي مثل هذا. إذا اصفْتَ ، أنا مُستعدّة و مخلِصة , لكن عندما لا تنْدم متزوّجا منِي ، لعل اللُه يُعطيْك بركةً كثيرةً من النّعم و الرّزق. كبركة أعْطَها اللهُ لوالدِ الإمام مالك الذي يقبل شيئا لم يحبْها من زوجتِهِ. وأريد أن أذكّرك قول الله تعالى الذي قرأتْهُ والدةُ الإمام مالك لزوجِها في الليلة الأولى من زواجِهِما ،"... وعاشروهن بالمعروف, فإن كرهتموهن , فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا" (النساء : ١٩).
و بعد ان سمعتُ قولَ زوجتِي ، لاحظتُ وجهَها الذى مملوءٌ بالدموع لاصقا. تذكّرتُ قصةَ الزوج الذي يسْمحُ للزواج بامرأة إعاقة. ووُلِد الإمام مالك من رحم هذه المرأة ، وهوعالم كبيرمشهورفى الإسلام, واسمه خالد في التاريخ.
" يا رب تزوّجتُها بسببك. فاحْضُرْمحبَّتَك ومودّتَك في قلبي لها ، لكى أحبَّها وارْحمَها بقلب إخلاص" . أقرّبُها ببُطءٍ شديدٍ, ثم احتضَنْتُ جسمَها بارتجاف فى تعانقِي. بينما ذلك, تَبكِى زوجتِي بوجهها الذي يبقَى فى ريبٍ.
"لا تجْبرْ نفسَك على قبول نفسي خالصا ، حقا... انّني مستعدة لقبول أي قرار أسوأ" ، قالتْ زوجتِي مرّة أخرى.
"لا... حبيبتِي ،لقد نويتُ من اول تعارفنا للزّواج معك ِلله تعالى ، وكانتْ هذه النية قوية. حتّى ما اهتمّيتُ عندما جميع أفراد أسرتي لايحضرون فى عقد النكاح " قلتُ لها ومسكتُ يدهَا بإحكام.
****
وارتفعَ الليل إلى قيمتهِ ببطء. في هادئه ادعو الله لاطمئنان قلبي.
"يا ربّي ، لا انكرُ أنّ جمالةَ المرأة ستكون حبا للرجل, ولكن أرفض لاختيار زوجة بالنسبة جميلة الوجه لأنني أريد حصول على حبك. يا ربي شاهدْ هذه الليلة سأثبتُ أنّ حبي الحقيقي سوف أهبُ لك. ولذلك ، لقني بك في الجنة! " أمين..
التحقتُ الى ذاك السرير البسيط. ثم نظرتُ إلى وجه زوجتِي بقلب إخلاص. آه.. الآن أحبُّها حبًا جما. لماذا لا ؟ أليستْ هي امرأة صالحة. وهي التي استقامت دائما لحفظ كتابها.وانها قضت لياليها بالقيام الليل مناجاة لله.واقامت دائما للتباع سنة رسوله.
قال الله تعالى" ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب وأن الله شديد العذاب"( البقرة :١٦٥)

You Might Also Like

0 komentar:

Mau Tukar Link? Copy/paste code HTML berikut ke blog anda

Teknologi,sastra, religius,tips trik